
تجمع الفنون الأمازيغية -التي تحتفظ برونقها وحيويتها مندمجة في نمط حياة التجمعات السكانية الأمازيغية في المغرب- بين طابعها الوظيفي الذي يفيد منفعتها المباشرة في استخدامها اليومي، وقيمتها الرمزية المستمدة من تعبيرها عن ذاكرة إبداع حضاري عريق.
وإن كانت هذه الفنون الأصيلة تشع بحضورها المتواصل في المظاهر المعمارية للقرى وصناعاتها التقليدية المتوارثة ورموزها الحية في الطقوس الاجتماعية والمعدات المادية، فإن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أعطى لهذا الموروث التاريخي الغني دفعة جديدة وأعاد الاعتبار لجانب هام من مقومات الهوية المغربية، متعددة الروافد.
ويعمل هذا المعهد -الذي أسس عام 2001 من خلال تعبئة طواقم من الباحثين وفرق عمل متخصصة- على تعميق البحث في الكنوز الأمازيغية وتعبيراتها المختلفة، وتوثيقها بشكل معرفي حديث بناء على مكتسبات العلوم الحديثة، وإماطة اللثام عن أسرارها الجمالية ودلالاتها الرمزية في السياقات التاريخية والاجتماعية والثقافية للقرية الأمازيغية.